بداية آمل أن أكون مخطئا في تقييمي لمستوى منتخبنا المغربي، وآمل أن يخونني حدسي الذي يؤكد لي أن العجوز خاليلوزيتش ينفخ في منتخبنا نفخا وبالبرد الخاوي، وأنه انتصر في مبارياته الست لسببين لا مكان فيهما للنضج التكتيكي أو قوة الفريق، أولا: لأنه لعب كل مبارياته في بيته متجولا ما بين الرباط والبيضاء، وثانيا: لأنه واجه منتخبين يعيشان إنقلابا عسكريا بعثر كل الحسابات، ومنتخبا مغمورا كرويا، ف”تبوردت” الأسود الخاليوزيتشية، وحصلت على علامة كاملة، لكنها علامة مزورة وغير مكتملة…
تأهل أسود خاليلوزيتش إلى الدور الثاني، لكن منتخبات مثل الكامرون ومصر وغانا “ممعاهاش اللعب” لندرك أنه فعلا “الدق تم”، فهي منتخبات تلعب كرة قدم حقيقية، وتأهلت عن جدارة، ولم تعول على منشآتها ولا على الظروف القاهرة لخصومها كي تتسيد مجموعاتها، في حين يبقى منتخبا مالي والكونغو الديمقراطية الأقل فتكا…فهل سيواصل “الزهر” التعلق بوحيد؟ وهل تمنحه القرعة جرعة أمل للاستمرار في “حَلْبِ الجامعة” براتب سمين، ومنتوج غث، يستدعي فيه لاعبين من خارج المغرب يشترط فيهم “الأصول المغربية”، ولا يهم مستواهم التقني أو البدني، أو أداؤهم داخل رقعة الملعب، أو مدى انسجامهم مع باقي اللاعبين، فهل يقف حمار خاليلوزيتش في عقبة الدور الثاني؟
فليحذر خاليلوزيتش ولتحذر معه الجامعة، ولتنتبه الجماهير الرياضية، فأسود خاليلوزيتش هي من ورق، وليس فيها لاعب يمكنه أن يقود الفريق نحو قطر، لذلك سميتها أسود خاليلوزيتشية وليست أسود الأطلس، لأن لجبال الأطلس شموخ لمسناه في منتخب الزاكي وبودربالة والتيمومي والحداوي وبصير وخيري وكريمو وبصير وحجي وكماتشو وغيرهم، فالتوليفة التي انتقاها خاليلوزيتش على مزاجه، استحضر فيها من اللاعبين “شكون عندو معاه وشوكون معندوش معاه”، بعد أن ألب الجماهير على المستبعدين، فلا يعقل أن ناخبا وطنيا يستغني عن نجم في حجم زياش، ويعلن عليه حربا، والحال أن خاليلوزيتش وزياش “مغاديش يتناسبو” حتى نركز على سلوك اللاعب، فالمنتخب يحتاج لمهارات زياش داخل الملعب، وليس لحسن سيرته خارج الملعب، ومن لا يقوى على ترويض سلوك شاب مندفع ليس بمدرب حقيقي.
فكل إقصاء للنخبة المغربية لن يكلف المدرب سوى إنهاء مهمته، أما “الضربة الكبيرة” فستتلقاها الجماهير التي قعدت خلف التلفزة تصدق تلك الانتصارات المغشوشة لمنتخبنا على ما تبقى من منتخبات إفريقية، ونصدق جعجعة معلقي قناة الرياضية، وهم ينفخون في أحجام لاعبين عاديين ب”البوطوكس الكروي”، ويجعلون من كل من تسلل من دفاع السودان أو غينيا وغينيا بيساو المنهكين، نجما وربحا ومكسبا وهلم نفاقا و”تزميرا”…فياربي نكون غالط”.