متابعة : محمد الكحلي
أرجأت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، أمس الجمعة النظر في ملف مقتل ” التهامي بناني” إلى الاثنين من أجل بدء مرافعات دفاع المتهمين.
وقد شهدت جلسة امس الجمعة، الاستماع الى مرافعة النيابة العامة ومرافعات المطالبين بالحق المدني، حيث كشفت النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالدار البيضا، في جلسة محاكمة المتهمين في قضية قتل الشاب التهامي بناني بتأكيدها على أن الجريمة ثابتة.
وبسطت النيابة العامة في مرافعتها اليوم الجمعة أمام غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، قناعتها المكونة بناء على التقارير والمحاضر المضمنة بالملف، وأيضا ما راج أمامها من تصريحات الشهود والمصرحين وأيضا كل الأطراف التي تفيد في الموضوع.
وأشار ممثل الحق العام، إلى أنه تم العثور على الرأس مفصولة عن الجسم، إلى جانب وجود كدمات موضحا أن المكان الذي تم فيه تمثيل الجريمة ليس هو نفسه مكان العثور على الجثة، مشيرا إلى أن المتهمين بالقتل تركوا المعني بالأمر وغادروا بسرعة.
وتابع قائلا إن السروال الذي كان يرتديه الضحية بدا ممزقا، وقد اعتبرته طبيبة التشريح موضة شبابية، مشيرا إلى أن تمزق السروال كان ناتجا عن عملية جر وسحل تعرض لها الضحية، واستنتج من خلال ذلك أن الضحية تعرض للعنف.
وطالب نائب الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء بأقصى العقوبات للمتهمين المتابعين في حالة اعتقال بسجن عكاشة.
وبدوره أعاد علي رضا زيان دفاع المطالبين بالحق المدني تركيب سيناريو الأحداث، وتساءل كيف استغرق الملف سنين طويلة قبل كشف الحقائق.
وأوضح زيان في مرافعته امس الجمعة، أن التحقيقات التي قامت بها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في وقت وجيز، لم تمكن الشرطة الوصول إليه طيلة التحقيق الذي امتد لسنوات طويلة، مركزا على بعض التفاصيل المثيرة بناء على تحركات وأقوال المتهمين حول النازلة.
وأصرت المحامين زينب خيار على كشف الحقيقة كاملة، رغم ارتياحها لمرافعة النيابة العامة والطرح الذي جاءت به، غير أنها أصرت على إحضار القرص ومحاضر الدرك الملكي أثناء معاينة الجثة، مشددة على مواجهة طبيبة التشريح بأقوال “بائعة النعناع” التي جاءت عفوية وأكثر واقعية.
كما استعرض دفاع المطالب بالحق المدني تفاصيل واقعة اختفاء الشاب التهامي بناني منذ سنة 2007، مشيرا إلى أنه كان يحتفل رفقة أصدقائه قبل أن يختفي عن الأنظار.
والتمس من المحكمة إعادة التحقيق في الواقعة، مع تقديم ملتمس من أجل تحديد مواقع تواجد الآباء عن طريق أرقام الهواتف وقت تنفيذ الجريمة.
فيما أعربت والدة الضحية عن ترحيبها بما جاء على لسان ممثل الحق العام وكذا دفاعها في سبيل تنوير المحكمة للوصول إلى الحقيقة.
وقالت والدة التهامي بناني، في تصريح لها بعد نهاية الجلسة، إن “النيابة العامة كانت في مستوى يثلج الصدر ويتماشى مع واقع القضية، وكانت تسير في الطريق صوب الحقيقة وهو مقتل التهامي بناني”.
وأضافت “اليوم سمعنا معطيات من ممثل الحق العام، حيث لاحظ تناقضات وتموقعات الهواتف وتضارب أقوال الأطراف”، مشيرة إلى أن “مقتل التهامي كلمة كانت غائبة طيلة سنين، واليوم استحضرتها النيابة العامة والدفاع”.