افتتاح معرض الكتاب للطفل والشباب ورهان القراءة بالمغرب

Last Update :
افتتاح معرض الكتاب للطفل والشباب ورهان القراءة بالمغرب

تمغربيت 24

في قلب الدار البيضاء، حيث تتعانق الأصالة مع الحداثة، انطلقت اليوم، السبت 14 ديسمبر 2024، فعاليات الدورة الثانية للمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب في فضاء “أنفا بارك”. هذا الحدث الثقافي البارز، الذي يستمر حتى 22 من الشهر الجاري، يُنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، بالتعاون بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل وولاية جهة الدار البيضاء – سطات والمجلس الجماعي للمدينة.

تتجلى أهمية المعرض في كونه منصة حيوية تهدف إلى تعزيز ثقافة القراءة لدى الأجيال الناشئة. فهو يسعى إلى تقريب الكتاب من قلوب الأطفال والشباب، ليكونوا سفراء للمعرفة والإبداع في عالم يتسارع فيه إيقاع التكنولوجيا. وقد شهد حفل الافتتاح حضور وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، الذي أشار إلى الدور الحيوي الذي يلعبه المعرض في دعم اهتمام الأطفال والشباب بالقراءة.

“في زمن تتزايد فيه التحديات وتتنوع فيه مصادر المعرفة، يأتي هذا المعرض ليكون بمثابة جسر يربط الأجيال الجديدة بعالم الكتب”، هكذا عبّر الوزير بنسعيد في تصريحاته للصحافة. وأكد أن الوزارة تعمل على دعم الناشرين لإصدار كتب وقصص مغربية تُسلط الضوء على تاريخ المملكة وتراثها الغني، مما يسهم في بناء علاقة متينة بين الأجيال الجديدة والكتاب.

تتميز هذه الدورة ببرنامج ثقافي غني ومتنوع، حيث ستُعقد 405 ورشات عمل بمعدل 45 ورشة يوميًا، بالإضافة إلى تنظيم 66 نشاطًا ثقافيًا يستفيد منه المؤلفون والرسامون الشباب. كما يتضمن البرنامج ندوات ولقاءات تكوينية تهدف إلى تطوير مهارات المشاركين في صناعة كتاب الطفل والشباب.

ويشارك في المعرض 29 دولة تمثل 340 دار نشر، بما في ذلك 85 دار نشر مباشرة، مع حضور خاص لوالوني بروكسل (بلجيكا). يُعتبر هذا المعرض فرصة ذهبية لتعزيز الحضور الثقافي لمدينة الدار البيضاء كعاصمة اقتصادية ووجهة ثقافية دولية

وفي هذا السباق يذكر أن  القراءة في المغرب تعيش على إيقاع أزمة  حقيقية تعكس واقعًا ثقافيًا مقلقًا، حيث تشير الأرقام إلى تراجع كبير في معدلات القراءة بين المواطنين، حيث تشير الدراسات أن  المغاربة ينفقون حوالي 35 درهمًا سنويًا على القراءة، مما يدل على ضعف الاهتمام بالكتاب والثقافة. كما أظهرت التقارير أن 38% فقط من التلاميذ المغاربة يتوفرون على مصادر قراءة في منازلهم، بينما يعاني قطاع النشر من إنتاج محدود، حيث لا ينتج إلا عدد متواضع من الإصدارات، وتُسجل المكتبات  في المغرب تراجعًا ملحوظًا، إذ توجد 609 مكتبات فقط، والتي لا تلبي احتياجات المجتمع بشكل كافٍ. تتداخل عدة عوامل في أزمة القراءة، منها غياب التربية على حب القراءة داخل الأسرة والمدرسة، بالإضافة إلى تدني المستوى المعيشي وضعف الدعم الحكومي للكتاب. كما أن تفشي الأمية بنسبة تتجاوز 40% يساهم بشكل كبير في تكريس هذه الأزمة.

وفي هذا السياق، سبق  لرئيس اتحاد كتاب المغرب إلى ضرورة وضع استراتيجيات فعالة لدعم القراءة وتعزيز الثقافة في المجتمع، مشددًا على أهمية تحفيز القراء من خلال أنشطة متنوعة وبرامج تهدف إلى إعادة إحياء ثقافة القراءة بين الأجيال الجديدة.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الأخبار العاجلة

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept