قال أحمد البواري، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، إن الارتفاع في أسعار اللحوم البيضاء يعود إلى زيادة الطلب عليها من قبل شريحة واسعة من المجتمع، مؤكدًا أن المشكلة ليست في الإنتاج بل في “الطلب المتزايد” فقط. وأضاف الوزير أن المغاربة، الذين كانوا يتناولون اللحوم الحمراء، قرروا فجأة التحول إلى اللحوم البيضاء، مما جعل الإنتاج السابق “غير كافٍ” لتغطية هذا التحول المفاجئ. وهكذا، ارتفعت الأسعار!
لكن هنا يطرح السؤال: إذا كان الإنتاج ثابتًا بينما الطلب يتزايد، ألم يكن من المفترض أن تعمل الوزارة على زيادة الإنتاج لمواكبة هذا التحول بدلاً من الاكتفاء بتفسير “الطلب المتزايد” كسبب رئيسي؟ يبدو أن الوزير يعتقد أن السوق يمكن أن يستمر في العمل وفق القاعدة القديمة: “إذا زاد الطلب، ترتفع الأسعار”، لكن لا أحد يوضح أن الإنتاج لم يتغير بما يكفي لاستيعاب هذا التحول السريع في العادات الاستهلاكية.
لنضرب مثلًا رياضيًا بسيطًا، تخيل أن السوق كان يستهلك 100 طن من اللحوم الحمراء شهريًا، وفجأة قرر نصف المستهلكين التحول إلى اللحوم البيضاء. إذا لم يرتفع الإنتاج بنفس النسبة، فمن الطبيعي أن يرتفع السعر. ولكن هل هذا تبرير مقبول؟ ربما كان على الوزارة أن تتوقع هذا التحول بدلاً من الانتظار “لبعض الوقت” حتى يظهر التوازن.
الدرس هنا واضح: زيادة الطلب ليست المعضلة، بل العجز في التكيف مع هذا الطلب هو المشكلة الحقيقية. يبدو أن الوزير يعتقد أن الزمن هو الحل السحري، بينما الحقيقة تكمن في أن الإنتاج يجب أن يكون مرنًا بما يكفي لمواكبة التغيرات في السوق.
وزيرنا الحكيم: هرب المغاربة من حريق اللحوم الحمراء نحو لهيب اللحوم البيضاء، فلا هم طالوا اللحوم الحمراء ولا هم قدروا على الدجاج، وبدل أن تبادر لحل معادلة العرض والطلب، نرى أنك تنصح المغاربة بتقليص الطلب بالتمليح وتحمل عوز المغاربة ارتفاع أسعار الدجاج.. كأن المغاربة أمامهم عدة خيارات… في زمن عز فيه اللفت، وشق طلب الخضر والقطنيات…. يا هذا… ماذا يأكل المغاربة…؟
فلا نحن طلنا السردين ولا تيسرت علينا” طنجرة الخضر” طعام الأولين…. لغلاء الخضر غلاء المعجز…فأين المفر واللحوم الحمراء وراءنا واللحوم البيضاء أمامنا والبحر خذل جيوب المغاربة…؟ بالله عليك… جد حلا… بدل اتهام المغاربة بالاستهلاك…!