تحول العالم الافتراضي بمواقع التواصل الاجتماعي إلى أرض خصبة يرزع بها المؤثرون معاناة الناس ومآسيهم للحصول على الأموال، غالبا تكون بالنصب والاحتيال على المحتاجين من الناس إلى عمليات جراحية باهضة الثمن، أو شراء لوازم صحية أثمانها تفوق القدرة الشرائية للمرضى.
وفي هذا السياق، كسبت مؤثرة اجتماعية على موقع “الاستغرام” مبالغ مهمة وصلت إلى عشرة مليون سنتيم، حصلت عليها عن طريق بث مباشر أظهرت فيه طفلا رضيعا على صفختها التي يتابعها أزيد من ثلاثة ملايين متابع على حسابها الخاص، وناشدت المشاهدين بمساعدة الطفل على إجراء عملية جراحية، تحتاج تكلفة ستة ملايين ونصف، بسبب ما يعانيه الطفل ورم في الدماغ.
ووضعت أم الطفل الضحية شكاية امام الضابطة القضائية لأمن درب السلطان بالدار البيضاء، شكاية تتوفر جريدة “تمغربيت 24” على نسخة منها، تتهم المؤثرة بالتنكر لها في مبلغ مهم حددته في عشرة ملايين سنتيم ونصف.
وذكرت الأم أن طفلها البالغ من العمر 4 سنوات، والذي يعاني من إعاقة حركية وذهنية وبصرية، سبق له أن خضع إلى ثماني عمليات جراحية، قبل أن يكتشف الأطباء إصابته بورم، تعرض إلى الاستغلال والاسترزاق به عبر البث المباشر على حساب المؤثرة في موقع التواصل الاجتماعي “الانستغرام”.
وأضافت الأم أنه بسبب عجزها عن توفير المبلغ الكبير لمساعدة ابنها على إجراء العملية التي أخبرها الاطباء انها ستكلف مبلغ قدره ستة ملايين سنتيم ونصف، أرسلت نداء استغاثة لإنقاذ ابنها من الموت إلى إحدى المجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي بفرنسا، لمساعدتها في عرض حالة مريضها على الأطباء في الخارج، أو الوصول إلى إحدى الجمعيات الخيرية للتكفل به.
وأعلنت صاحبة الشكاية أنها تلقت إتصالا من المؤثرة في ظروف غاضمة، وانتقلت إلى بيتها، حيث أطلعتها على حالة طفلها عن قرب، فوعدت المؤثرة بفتح حساب بنكي باسمها، ومداخيله ستكون لصالح الأم والطفل معا لتحمل مصاريف العلاج. وعرضت المشتكى بها صور وفيديوهات الرضيع لجمع التبرعات المالية من المحسنين بغرض الاستشفاء.
وتضيف الشكاية أنه في الوقت الذي امتنعت فيه الأم عن الظهور في البث المباشر، استغلت صاحبة الحساب الرضيع وأظهرته لمتابعيها، وتمكنت من استعطافهم، وهو المعطى الذي أدى إلى جمع 165.000 درهم في الحساب المذكور، وحين طالبتها الأم بالمبلغ المالي لأن موعد العملية الجراحية بات قريبا، تنكرت المؤثرة للأم ورفضت تسليمها المبلغ الذي وصل إلى 180.000 درهم حسب آخر رسالة على الأنترنت.