لم يكن الطفل حمزة ز، البالغ من العمر ثماني سنوات، يدرك أن رحلته المعتادة على دراجته الهوائية ستنتهي بمأساة تهز قريته. مساء السبت، غادر منزله قبل غروب الشمس، متجهًا نحو وادي الزياتين، الفاصل بين جماعتي أوناغة والحسينات بإقليم الصويرة. ربما كان يريد استكشاف ضفاف الوادي أو اختبار قدرته على العبور، لكن المياه الغزيرة لم تمنحه فرصة التراجع.
في لحظة خاطفة، جرفته السيول العاتية، واختفى عن الأنظار، تاركًا خلفه دراجته الملقاة على الضفة، شاهدة على اللحظات الأخيرة. لم يلاحظ أحد غرقه حينها، لكن القلق سرعان ما دبّ في نفوس أهله، الذين خرجوا للبحث عنه، قبل أن يتحول قلقهم إلى فاجعة مع بزوغ فجر الأحد.
على بعد كيلومترات، في وادي القصب بدوار المرس، التابع للجماعة الترابية أكرض، عُثر على جثته الهامدة، بعدما حملته المياه بعيدًا عن قريته الصغيرة. خبر العثور عليه كان كالصاعقة على أهله وسكان المنطقة، الذين كانوا يأملون عودته حيًا.
نُقلت جثته إلى مستودع الأموات بالصويرة، بينما فتحت مصالح الدرك الملكي تحقيقًا لمعرفة ملابسات الحادث. لكن الإجابة كانت واضحة للجميع: السيول الغاضبة لم تترك لحمزة فرصة النجاة.
