في مشهد طبي مأساوي ومقلق، يعيش مئات المصابين بمرض التصلب اللويحي المتعدد في المغرب وضعاً صحياً حرجاً، نتيجة الانقطاع المفاجئ والمستمر لأدوية هذا الداء المزمن، الذي يتطلب متابعة طبية دقيقة وعلاجاً منتظماً لتفادي المضاعفات الخطيرة التي قد تصل في بعض الأحيان إلى العجز الدائم أو حتى الوفاة.
معاناة صامتة واستغاثات متكررة
وجدير بالذكر أن التصلب اللويحي، مرض مناعي مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي، يعبّرون اليوم عن معاناتهم بصوت مرتفع، بعد أن خذلتهم رفوف الصيدليات التي خلت من الأدوية الأساسية التي تساعدهم على الاستقرار الصحي.
أمل المرضى يتآكل يوماً بعد يوم، ومعه تزداد المخاطر الجسدية والنفسية، خاصة أن المرض يتطلب انتظاماً صارماً في العلاج للحد من نوبات الانتكاس.
"لم أتناول جرعتي منذ أكثر من أسبوعين، وأشعر بأنني على حافة الانهيار"، تقول فاطمة الزهراء، شابة في الثلاثينات من عمرها، مصابة بالتصلب اللويحي منذ سبع سنوات. وتضيف: "لا أحد يجيبنا عن سبب الانقطاع، ولا متى سيتوفر الدواء مجدداً. نحن مجرد أرقام منسية في منظومة لا ترحم".
تحذيرات من الجسم الطبي
مصادر موثوقة من الجسم الطبي بالمغرب، أكدت أن انقطاع أدوية التصلب اللويحي ليس حالة معزولة، بل أصبح يشكل نمطاً يتكرر مع عدد من الأدوية الحيوية المتعلقة بأمراض خطيرة كسرطان الدم، وأمراض القلب، وبعض المضادات الحيوية الخاصة.
الأطباء يحذرون من تداعيات هذا الانقطاع، الذي يهدد جهود سنوات من التتبع والعلاج، وقد يؤدي إلى مضاعفات لا يمكن تداركها، خاصة في حالات المرضى الذين يوجدون في مراحل متقدمة من المرض.
دعوات إلى تدخل عاجل
المجتمع المدني، وجمعيات المرضى، وعدد من الهيئات الصحية، دقوا ناقوس الخطر ووجهوا نداءات عاجلة للجهات الوصية على القطاع الصحي، وعلى رأسها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، من أجل التدخل الفوري لتأمين الأدوية المفقودة، ووضع حد لهذا "النزيف الصامت" الذي يهدد حياة فئة من أكثر الفئات هشاشة في المجتمع.
ويُطرح السؤال الملح: هل أصبح الحق في العلاج والدواء ترفاً في المغرب؟ وهل يُعقل أن تُترك حياة المواطنين رهن تقلبات السوق أو التعقيدات الإدارية؟
صرخة المرضى الأخيرة
أمام هذا الوضع المتأزم، يرفع المرضى أصواتهم، لا للمطالبة بامتيازات، بل فقط بحقهم في العلاج، في الدواء، في الحياة. وهي صرخة يجب أن يسمعها الجميع، قبل أن تتوسع رقعة المأساة أكثر، ويصبح الحديث عن الإنقاذ متأخراً جداً.
إنها لحظة الحقيقة أمام مؤسسات الدولة، فإما التدخل السريع والفعال، أو ترك المرضى يواجهون مصيرهم في عزلة قاتلة، في بلد لطالما تغنى بحقوق الإنسان والعدالة الصحية.
Loved this! Super helpful and easy to follow. Thanks for sharing!
Awesome content as always. Keep up the great work!
Thanks for the valuable information. It really helped me understand the topic better.
Interesting read! Do you have any tips for beginners on this?