جاء في تدوينة للفاعلة الحقوقية والنقابية والسياسية والقيادة النسائية الصحفية حنان رحاب، التي تتميز بمسار طويل في الدفاع عن حقوق الإنسان والمشاركة المدنية الفاعلة، موقف صريح ينتقد تعامل الأحزاب السياسية مع مسألة تحديث القوانين الانتخابية.
رحاب، التي تجمع بين الخبرة السياسية والاجتماعية والمهنية، أكدت أن الواقع الحالي يعكس استمرار عقلية الانتخابات السابقة، القائمة على استقطاب أكبر عدد ممكن من المقاعد بأي وسيلة، بما في ذلك الدعم المالي، على حساب الكفاءة والجاهزية الحقيقية للبرلمان.
وقالت رحاب في تدوينتها: “لا أرغب في التشاؤم حيال هذه المواضيع، خصوصا أنني أدعو دائمًا إلى المشاركة المكثفة في التصويت، وأعتبرها واجبا وطنيا. ومع ذلك، يصعب عليّ إخفاء خيبة الأمل من الطريقة التي تتعامل بها الأحزاب مع هذه المحطة، والتي تُظهر أنها لا تزال تعمل بنفس عقلية الانتخابات السابقة...
أي التركيز على الفوز بالمقاعد بأي طريقة ممكنة، وأسهلها استقطاب الموالين بالمال، بغض النظر عن مستوى كفاءتهم، وهو ما يطرح تساؤلًا جوهريًا: كيف يمكن لشخص أن يصوت على قوانين في البرلمان وهو لا يفهم شيئًا فيها؟”
وأبرزت رحاب أن بعض الأحزاب تطمح إلى زيادة عدد مقاعد البرلمان لتلبية طموحات “موالين الشكارة”، رغم محدودية المقاعد وارتفاع الطلب على التزكيات، وهو مؤشر على افتقار الأحزاب إلى رؤية استراتيجية تضمن جودة التمثيل البرلماني وتحقق مصالح المواطنين.
وأشار موقفها إلى أن خطاب الملك الأخير، الذي دعا إلى تحيين القوانين الانتخابية قبل عام من الانتخابات المقبلة، يضع الإصلاح في إطار رؤية شاملة مرتبطة بجيل جديد من التنمية المجالية، في بلد يسير “بسرعتين” بين أوراش الدولة المتسارعة وبين ضعف الأداء الحزبي.
وأكدت رحاب أن المؤسسات الحزبية مطالبة اليوم بالتحرك لمواكبة هذه الدينامية، بما يضمن ظهور برلمان قادر على اقتراح السياسات ومراقبتها بفعالية، والدفاع عن مصالح المواطنين.
كما نبهت رحاب إلى أن الولاية البرلمانية الحالية أظهرت ضعفا في الأداء...
ووصول “كائنات انتخابية للمجالس انتهت في الحبس أو المحاكمة”، مما يعكس حاجة ملحة إلى ظهور وجوه جديدة تتمتع بالكفاءة، والقدرة على الاقتراح، والمساءلة، وتجود القوانين، وتحمي مصالح المواطنين بجدية وشفافية.
واختتمت رحاب بتأكيد ضرورة إصلاح الأحزاب داخليا، مع التركيز على الكفاءات، وتمكين الشباب والنساء، وتطوير خطاب عصري يواكب التغيرات، وتنظيم حيوي قادر على المحاسبة وتوزيع المسؤوليات، وإعطاء الأولوية للجدارة والكفاءة على الولاء، وربط المسؤولية بالمحاسبة.
إن موقف حنان رحاب يعكس إرادة الشعب المغربي في تمثيل نزيه وفعال، ويؤكد أن المشاركة المكثفة في الانتخابات يجب أن تصاحبها جهود حقيقية لتجديد القيادات الحزبية، بما يحقق التمثيل الشعبي الفاعل ويعزز جودة البرلمان ويخدم تطلعات المواطنين نحو مستقبل سياسي أكثر شفافية ونزاهة.



