محمد فايح
أفادت وكالة سبوتنيك (SPUTNIK) أن علماء عثروا على بقايا جثة طفل في إيطاليا، كان يعاني من حالة قلبية نادرة وتوفي منذ 17 ألف عام، مما كشف عن وجود أقدم مثال معروف للعيون الزرقاء. تشير الدراسات الجينية إلى أن العيون الزرقاء تنشأ من طفرة في الجين “OCA2″، الذي يقلل من قدرة أجسامنا على إنتاج صبغة الميلانين للعيون البنية. وقد تم اكتشاف هذا الجين المتحور لدى الطفل الذي عاش في العصر الجليدي. وفقًا لعالم الآثار أوين هيغينز من جامعة بولونيا، يُرجح أن الطفل كان ذو عيون زرقاء وبشرة داكنة وشعر مجعد بني غامق.
عُثر على بقايا الطفل بطول 82 سنتيمترًا، ويُقدّر عمره عند الوفاة بين 7.5 و18 شهرًا. التحليلات أظهرت أنه عانى من ظروف صحية صعبة، بما في ذلك اعتلال عضلة القلب الضخامي، وهي حالة وراثية قد تؤدي إلى الموت المفاجئ. تشير الأدلة أيضًا إلى أن والدته قد تكون تعرضت لضغوط أثناء الحمل، مما قد يكون أثر على صحة الطفل.
هذا الاكتشاف ليس مجرد دراسة أثرية؛ بل يُعتبر نافذة لفهم تطور البشر عبر الزمن. التحليلات الجينية تشير إلى أن جميع البشر ذوي العيون الزرقاء اليوم يمكن إرجاعهم إلى طفرة واحدة نشأت في أوروبا بين 6000 و10000 عام مضت. ومن المثير للاهتمام أن أقدم فرد معروف بعيون زرقاء كان يُعرف باسم “رجل فيلابرونا”، الذي عاش قبل حوالي 14 ألف عام.
تُظهر هذه النتائج كيف أن التركيب الجيني للبشر قد تطور عبر العصور. الأطفال الذين وُلِدوا بعيون زرقاء في تلك الفترة كانوا نادرين، حيث كانت هذه الصفات الجينية تتواجد بشكل أقل مقارنةً بالعيون البنية الأكثر شيوعًا. هذا الاكتشاف يفتح المجال لمزيد من الأبحاث حول كيفية تأثير البيئة والعوامل الوراثية على لون العيون وتطورها عبر الزمن.
الاكتشاف الجديد يقدم لمحة عن حياة طفل عاش قبل 17 ألف عام ويعاني من حالة صحية نادرة، مما يسهم في فهم أعمق لتاريخ البشرية وتطور الصفات الجينية. مع استمرار الأبحاث، يمكن أن يُحدث هذا الاكتشاف ثورة في فهمنا للتنوع البيولوجي وللجينات التي تحدد مظهرنا.